تحليل استراتيجيات الكبار في عقود الذهب والفضة

تحليل استراتيجيات الكبار في عقود الذهب والفضة: قراءة دقيقة في تحركات السوق

في تقريرنا الأسبوعي الجديد، نسلّط الضوء على تحركات كبار المستثمرين في سوق الذهب والفضة، من خلال تحليل دقيق لبيانات العقود المستقبلية والخيارات، مع قراءة في العلاقة بين الحركة السعرية وأحجام التداول، إضافة إلى تحديد السعر العادل للذهب.

الحركة السعرية مقابل أحجام التداول

شهد الأسبوع الماضي انخفاضًا واضحًا في أحجام التداول، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عطلة الأسواق الأمريكية يوم الإثنين. يوم الثلاثاء كان الأعلى في حجم التداول، يليه انخفاض تدريجي حتى نهاية الأسبوع. من الملاحظ أن الحركة السعرية اتسمت بالتضارب: ففي بعض الأيام، رافقت الشموع السعرية الكبيرة أحجام تداول ضعيفة، مما يشير إلى حركة سعرية غير حقيقية.

هذا النمط يظهر أن عمليات الهبوط غالبًا ما تكون حقيقية عندما تترافق مع أحجام تداول كبيرة، بينما تكون الارتفاعات السعرية محل شك عندما لا تدعمها كميات كافية من التداول.

عقود خيارات الذهب: ميول بيعية واضحة

شهدت عقود خيارات الذهب خلال الأسبوع الماضي إضافة 23,000 لوت شرائي جديد، مقابل 200,000 لوت بيعي جديد. رغم أن النسبة الإجمالية للشراء شكلت 55%، فإن عقود شهر يوليو 2025 أظهرت ميولًا أوضح نحو المراكز البيعية، حيث تم تسجيل 10,000 لوت بيعي مقابل 5,000 لوت شرائي فقط.

إجمالي المراكز المستمرة يعكس هذا الميل؛ إذ بلغت المراكز البيعية 111,000 لوت، بينما لم تتجاوز الشرائية 96,000 لوت، بفارق يتجاوز 15,000 لوت.

الأوامر السعرية المعلّقة: تحذير من التراجع

الأوامر السعرية المعلّقة في عقود الخيارات الحالية تُظهر تراجعًا كبيرًا، خاصة في المستويات العليا مثل 5000 و4500 و4000 دولار للأونصة. هذا يعكس ابتعاد الكبار عن التحوّط بالذهب، ويشكل مؤشرًا سلبيًا على المدى القريب. في حال استقرت الأسعار تحت مستوى 3300، فإن الاتجاه سيكون مرجّحًا نحو الهبوط.

عقود خيارات الفضة: توجه مشابه للذهب

الفضة شهدت تراجعًا مشابهًا في أحجام التداول. العقود الحالية أظهرت إضافة 700 لوت شرائي مقابل 1200 لوت بيعي، ما يعكس ميولًا بيعية واضحة في هذه المرحلة. الفضة تسير بالتوازي مع الذهب في هذه التوجهات، مع تقارب نسب الشراء والبيع عند 50%.

العقود الآجلة الأمريكية: الخروج من الملاذ الآمن

قام كبار المستثمرين بإغلاق 4,000 لوت شرائي و9,000 لوت بيعي، مما يشير إلى تراجع الرغبة في التحوّط بالذهب الحقيقي. كذلك تراجعت عقود التحوّط والمراجحة من 102,000 إلى 91,000 لوت، أي بانخفاض نسبته 11%، مما يعكس ثقة أكبر باتجاه واضح في السوق، وتقليل المخاوف من تقلبات الأسعار.

اندماج البيانات: نظرة أوسع

عند دمج بيانات العقود الآجلة مع عقود الخيارات، نلاحظ إغلاق 18,000 لوت شرائي و11,000 لوت بيعي، بنسبة 60% و40% على التوالي. رغم هذا، تحافظ الأسعار على تماسكها، ما يشير إلى مقاومة واضحة رغم تراجع المراكز الشرائية.

مقارنة الأداء بين الذهب والفضة: فوضى واضحة

منذ القمة التاريخية للذهب في أكتوبر 2024 عند 2760 دولار، ارتفع إلى 3290 دولار، بزيادة بلغت 26%. في المقابل، تراجعت الفضة من 34.9 إلى 33 دولار، أي بنسبة 8%. هذا الفارق الكبير بنسبة 35% في الأداء غير صحي ويعكس خللًا واضحًا في توازن السوق.

النسبة التاريخية العادلة بين الذهب والفضة هي 82 ضعفًا. حاليًا، السعر الفعلي للذهب عند 3290، فيما يشير التحليل إلى أن السعر العادل يجب أن يكون 2700 دولار فقط. هذا يعني أن الذهب يتداول فوق قيمته العادلة بـ600 دولار تقريبًا.

الختام: الذهب في مسار مخالف لكل المؤشرات

يتضح أن الذهب يتحرك في مسار منفصل، متجاهلًا مؤشرات السوق الأخرى، بما في ذلك الفضة، الدولار، المؤشرات الأمريكية، وحتى عوائد السندات. هذا يدعو إلى الحذر، ويعزز فكرة أن الأسواق تعاني من فوضى مؤقتة تستدعي المراقبة الدقيقة.